الجماعة المسرحيه - قصر ثقافة المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجماعة المسرحيه - قصر ثقافة المنصورة

Avans-Mans
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديمقراطية الفن المسرحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمرو السعودي
ادارة المسرح
ادارة المسرح
عمرو السعودي


عدد الرسائل : 565
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 27/08/2008

ديمقراطية الفن المسرحي Empty
مُساهمةموضوع: ديمقراطية الفن المسرحي   ديمقراطية الفن المسرحي I_icon_minitimeالإثنين 25 مايو 2009 - 23:55

ديمقراطية الفن المسرحي




د. حسين علي هارف


تشير ادبيات ومعاجم العلوم السياسية والقانونية الى ان ثمة ديمقراطيات متعددة تمثل اوجها مختلفة للديمقراطية بوصفها اسلوباً للحياة وهدفا ووسيلة هامة وضرورية في بناء المجتمعات والدول.فثمة ديمقراطية اشتراكية وديمقراطية سياسية وديمقراطية اجتماعية واخرى شعبية




وهناك الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية المركزية والديمقراطية الموجهة والديمقراطية النيابية وغيرها من مصطلحات (القاموس الديمقراطي).
وسنقترح اليوم ماسنسميه مجازاً بـ (الديمقراطية المسرحية) او( ديمقراطية الفن المسرحي) ايمانا منا بان المسرح فن دعا ومنذ (نصوصه التراجيدية الاغريقية الاولى) وحتى النصوص المعاصرة الى اسس الديمقراطية الثلاثة( الحرية/ العدالة / المساواة) والتي تغنى بها ودافع عنها الابطال الاغريقيون والشكسبيريون والتعبيريون والواقعيون والوجوديون وحتى البعثيون فضلاً عن ابطال برشت والمسرح المعاصر. وهكذا يكون المسرح منبراً( مبكراً) وازليا لروح العدالة (الالهية) و(الارضية) فيما بعد وجوهر الديمقراطية التي اخذت اكثر من لبوس عبر مراحل تولدها وتطورها. وفي ظل( الهوس) الديمقراطي( الهوس العاقل والصحي طبعا) الذي أصاب ويصيب العالم ولاسيما العربي يحق للمسرحيين في العالمين المذكورين ان يفخروا بانتمائهم لفن غاية في الديمقراطية على مستوييه الاشتغاليين (الشكل والمضمون). واذا كانت الديمقراطية قانون الحياة (الامثل) المرشح للترويج له او حتى فرضه قسريا في القادم من العقود وربما الاعوام فان فن المسرح وكما يكشف لنا تاريخه وادبه كان منذ الانطلاقة الاولى على يد الاغريق العظماء، فنا ديمقراطيا من حيث طبيعته الاشتغالية وتركيبته البنيوية التي تعتمد في جوهرها على مبدأ( التعددية) و(الصراع) الذي يفرز ويعكس( روح) الدراما فالفن الدرامي استعار من الحياة و(الطبيعة) قانونها الرئيسي المتمثل بـ( الصراع) الذي يعكس ديناميكية الحياة وفعاليتها ليكون قانونه الاول بلامنازع. ذلك ان الانسان بوصفه كائنا اجتماعيا لايستطيع العيش في العزلة فان وجوده يتعلق بوجود( الاخر) او( الاخرين) واشكال التواصل معهم او التصارع والتصادم معهم. والتصادم والتضاد هنا شكل من اشكال التواصل والانسجام فالصراع اذن مظهر من مظاهر تحقيق الذات والكينونة وهو يمنح الانسان ديناميكية يستمتع بها وتشعره بوجوده وفاعليته وحركته. وبذلك فان فن المسرح قد نبذ( الصوت الواحد) من خلال اعتماده على(تعددية صوتية) واشتراطه لها( حتى في المونودراما وهي مسرحية الشخصية الواحدة)
فنحن في الدراما امام اكثر من صوت درامي ولكل صوت موقفه ومبرراته ودوافعه واهدافه ومنطقه الخاص الذي يتواصل او يتقاطع مع الصوت الاخر. وقد كان مؤلفو المسرح حريصين على ايجاد دوافع موضوعية ومنطقية لكل شخصية او(صوت) وينسحب هذا حتى على الشخصية الشريرة وبذلك فقد نبذت الدراما فكرة الانحياز المطلق لـ( صوت) ما وتسفيه او اضعاف( الصوت الاخر المضاد) .. وحتى الخطأ( القاتل) لـ( البطل) يستند الى وجهة نظر قد تبدو لنا معقولة فبطل( نذل) مثل مكبث يجعلنا شكسبير ان ننظر اليه من منظار البطل فيصعب علينا ادانته او نبذه وقد ينجح في كسب تعاطفنا وربماحبنا. وبالاضافة الى( التعددية الصوتية) ذات النزوع الديمقراطي فان فن المسرح قد حاول عبر عصوره العديدة ونصوصه الزاخرة ان يحقق مفهوما هو من اسس الديمقراطية واهدافها الا وهو (العدالة) من خلال سعي المؤلفين في نصوصهم الى تحقيق مايسمى بـ( العدالة الشاعرية) كمعادل موضوعي لـ(العدالة الالهية) او (العدالة الواقعية) حين يفتقدهاالانسان في واقعه. وبذلك يكون المسرح متنفساً” ديمقراطيا “ و” ميدانا “ لـ” عدالة “ مفتقدة من خلال طرحه لنموذج فني وشاعري لـ( العدالة) التي قد تشبع جانبا
من حاجة الجمهور الى رؤية العدالة وهي تتحقق وان كان ذلك على خشبة المسرح في اقل تقدير. وحتى النصوص الاغريقية التي انتصرت لـ( عدالة الالهة) و(ارادتها ) الجديرة بالاحترام والتقديس انما كانت تعبر عن فهم انساني ودرامي لـ( العدالة) وربما كانت تلك النصوص ذات رؤية تنبؤية لمفهوم( جان جاك روسو) للديمقراطية حين قال” ان الديمقراطية الحقيقية هي حكم الالهة لا حكم البشر “
كان المسرح ومنذ تاسيسه و” اختراعه “ طارحا للاسئلة الكونية والانسانية ومفجراً لها دون ان يفرض اجابات( قسرية) قاطعة وحاسمة بل كان يحرص على اثارة( الجدل) وطرح الصراع بين الاطراف في ظل مناخ
موضوعي
وارضية تصلح لاعطاء شرعية ومعقولية او مبرر في اقل تقدير لكل طرف (الرأي والرأي الاخر) فنحن في الدراما قد لانلوم البطل الدرامي حين ينحاز في موقفه مع” الواجب والضمير “ضد” عاطفته “ و” وجدانه “ مثلما قد لا نلومه وهو يتنصل عن ماقد يمليه عليه” الواجب “ لصالح” عاطفته “ الانسانية ووجدانه. وربما يكون هملت الشكسبيري النموذج الاوضح في طرح الدراما للانسان” المتأمل ، المتسائل الباحث عن الحقيقة والمشكك بها بعيداً عن التسرع والتعصب والانفعال السطحي ليعطينا درسا” ديمقراطيا “ من ان السؤال الحقيقي” المفتوح “ لايحتاج الى رأي قاطع واجابة” احادية “ وان الاجوبة والطروحات المفتوحة هي ما يقودنا الى الحقيقة والصواب وليس هناك من رأي مطلق واجابة قاطعة وها هو هملت يطرح سؤاله” الاشكالوي “ أكون او لا اكون؟! ذلك هو السؤال ـ امن الانبل للمرء ان يصبر على مقاليع الدهر اللئيم وسهامه ام يشهر السلاح على بحر من الهموم وبصدها ينهيها؟ وبعد فان فن المسرح فن جماعي” لايتأسس او يقوم على الفرد وانما هو نتاج” جماعة “ يعملون وفقا لتعاون وتلاقح الافكار والرؤى والاجتهادات الابداعية” الفردية “ لمجموعة من الفنانين والتقنيين. فضلا عن ان عمل المؤلف انما يتم تنقيحه أو” تعديله “ من قبل المخرج” المؤلف الثاني “ والذي سيترك بدوره مساحة ابداعية لـ” الممثل “ الذي سيتفاعل
مع المتلقي ـ وهكذا ينأى المسرح بنفسه عن الفكرة المتسلطة والابداع” الاحادي المتفرد “ وحتى اولئك الذين دعوا الى”او توقراطية “ المخرج بوصفه القائد المتحكم بكل شيئ انما اخفقوا في وضع هذه الفرضية حيز التطبيق العملي الناجح والمؤثر ذلك ان المسرح
فن مفتوح وغير مغلق ويتغذى على معطيات علمية وفلسفية واجتماعية وعملية متنوعة وبذلك استحق ان يكون فنا ديمقراطيا بحق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديمقراطية الفن المسرحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجماعة المسرحيه - قصر ثقافة المنصورة :: (منوعات مسرحيه) & sketches-
انتقل الى: