صناعه سينما ام صناعه يأس
بقلم \عمرو السعودي
لست ناقدا سينمائيا ولست متخصصا في التحليل الفني للاعمال السينمائيه ولكني اسعي لمشاهده فيلم مصري كل اسبوع بالرغم من قله الوقت بسبب العمل .
فتح يوسف شاهين في اخر اعماله مشاركه مع خالد يوسف الباب علي مدرسه جديده في السينما المصريه . اسميها انا مدرسه (هي كده وخلاص ) وكانت اول انتاجها فيلم (هي فوضي )
بمعني ان اللغه السينمائيه الغير مباشره والتي كانت تحمل بعض من الغموض في اعمال يوسف شاهين اتخذت لغه اخري تعتمد علي المباشره وتعريه طبقه العشوائيات في مصر ومحاوله استغلال بعض من نماذج هذه الطبقه(المسطول – الفتوه – النصاب .. الخ
في لعب دور البطوله في العمل السينمائي ومحاوله جذب طبقات المجتمع التي كانت تبتعد عن اعمال كاعمال يوسف شاهين او خالد يوسف
انا لااحاول انكار العنف او البلطجه او الفهلوه او المخدرات في احيائنا الفقيره كل ما احاول ان الفت النظر اليه هو قله الابتكار والتنويع في الانتاج السينمائي الذي يحمل فكر ومحاوله نهج نفس المعادله الاخراجيه لمخرج اخر علي سبيل الامان فقط .
في خلال هذا الشهر شاهدت ثلاث افلام جديده
دكان شحاته-الفرح-ابراهيم الابيض
وكما قلت انا لست ناقدا . ولكني متذوق . الغريب ان الشئ المشترك في الثلاث افلام هو نفس الشعور الذي تبقي لي بعد الفيلم (حاله من اليأس والاستسلام ) نهايات مؤسفه لا تحمل اي نوع من نبوه المبدعين في الحياه , افلام جيده اذا تم اعتبارها انها افلام تسجيليه تنقل واقع الاحياء الفقيره المؤسف بنظريه (هي كده وخلاص )
ولكن اتسائل هل المجتمع المصري كله اصبح بلطجي . ام ان المجتمع المصري لا يسعي الي مشاهده النماذج المكافحه المثاليه في مجتمعنا
. الجميع يعلم ان احيائنا الفقيره بها الكثير من النمازج المكافحه والتي تسعي لتحقيق حلم ايا
ما كان . ولكنها تسعي
اين السينما من هذه النمازج . واين دور السينما في المجتمع . السينما ليست مصلح اجتماعي ولكن السينما هي مؤشر اجتماعي . ودعونا نعترف ان المجتمع ليس لون واحد ولكنه الوان ونماذج عديده
فاين النماذج الاخري ؟ واين مصر من السينما ؟
واين دور المبدعين في هذا المجتمع ؟
للاسف ان الكثير من العاملين بالفن يعتمدوا علي اسلوب الحداثه الغير منطقي في توصيف الاشياء .
فاذا اعتبرنا ان الحياه منذ البدايه وحتي النهايه تحمل مفهوم الخير ومفهوم الشر , وان الخير سينتصر يوما . سيعتبره الكثير من اليائسين تفكير تقليدي وان الحداثه هي عرض العمل الفني بشكل غير تقليدي وهو بقاء الشر ويبقي الوضع كما هو عليه
واوضاعنا كعرب وكمصرين دليل علي بقاء الشر وتعايشنا معه
ولكن هل الحل هو تركيز الضؤ علي سلبيات جزء من المجتميع وعدم تدخل القائمين علي الاعمال بوجهه نظرهم وحلولهم
وفي نفس الوقت لا اطلب تخدير المجتمع باوهام وبان الدنيا بقي لونها بمبي
السينما من وجهه نظري البسيطه هي شاحن لبطاريات الشعوب (بالثوره – بالضحك – بالحزن- بالخوف
وباعتبار ان مجتمعنا المصري بيهنج . وده حقيقي. ففي اعتقادي ان شحنه باليأس في هذا الوقت سيجعله مغلق او خارج نطاق الخدمه
عمرو السعودي
19/07/2009